تحدي الكتابة


طالما حلمت أن أكون كاتبة (كان حلم) واستشعر الكلمات التي سأحررها في المقالات والخواطر التي سأكتبها، ماطريقة الصياغة التي ستكون عليه؟ وماهو الأسلوب الذي سأتبعه؟ لكن حلمي ظل حلم لوقت طويل، حلم صاحبه أغمض عيناه ونسي أن يستيقظ ويحقق حلمه على أرض الحياة.
الحياة تمشي سريعًا ولا تنتظر أحدًا، الحياة يعيشها فقط من يحلم وهو مستيقظ، من يحلم ويعيش حلمه بكل تفاصيله، من يحلم ويسعى لتحقيق حلمه ويراه واقعًا يعيشه.
قرأت مقالًا ايقظني من سباتٍ شتوي طويل، ايقظني على حلم ينتظر، ايقظني على حماسة للبدء في تحقيق الحلم ورؤيته واقعًا أعيشه بكل مافيه.

لذا قررت أن اتحدى نفسي وأكتب كثيرًا، أكتب فكرة وقصة وشعور، أكتب من أجلي لأني أحب الكتابة، أكتب من أجل الكتابة لا لشيء آخر. سأكتب كل يوم شيء جديد يشعرني بالسعادة.
.     .     .

"من يكتب يقرأ مرتين"

وتحدي الكتابة سأتحدى به القراءة أيضًا؛

فكيف لكاتبٍ أن يكون كاتبًا إذا لم يكن قارئًا؟ وكيف يعيش حياة أخرى إذا لم يقرأ؟ فالحياة قصيرةٌ جدًا لنعيشُها مرتين لكن يمكننا أن نعيش آلاف المرات بالقراءة، فالقراءة للكاتب بمثابة حجر الأساس الذي يرتكز عليها وينهض، وهي أيضًا بمثابة المغذي الفكري واللغوي، فمنها يأتي الإلهام.
.     .     .

كما أن الحياة مُلهمة بكل مافيها؛ كالمواقف التي نمر بها والمشاعر التي نعيشها والأفكار التي نتبناها والأشخاص الذين نتشارك معهم هذه الحياة. يمكن لشخص عابر أن يُلهمنا قصة من تعابير وجهه، ويمكن لقصيدة أن تثير مشاعرنا وتجعلنا نعيش شعورًا من خلال كلماتها، كما يمكن لمسلسل أو فلم أن يجعلنا نتقمص شخصية أحد أبطاله فنعبر عنه بطريقتنا الخاصة.

كل هذا يحرضنا للكتابة

ولأحرض نفسي للكتابة سأقرأ لأن (اقرأ) هي أول ما أُنزل على رسولنا عليه الصلاة والسلام، سأقرأ كما لو أني طفلة فَرِحة بقراءة أحرف اسمها للمرة الأولى، سأقرأ كما لو أني أبحث عن سراب؛ سراب لا أستطيع تركه ولا أستطيع الإمساك به.
.     .     .


(الاربعاء ٢٥ ربيع الأول ١٤٣٩)






تعليقات