الإنسان متعدد الاستخدامات!!



قد يكون العنوان غريبًا نوعًا ما؛ لكن إن فكرنا بعمق في طبيعتنا وشخصياتنا قد نصل لهذه الفكرة أن الإنسان متعدد الاستخدامات!!
فلكل إنسان شخصية مختلفة تميزه عن الآخرين، ولهذه الشخصية استخدامات تظهر حسب المواقف والتعاملات.

كل إنسان لديه شخصية متغيرة حسب الدور الذي يلعبه، فالأدوار في الحياة متعددة فهي تمزج طباعنا وتصرفاتنا ومشاعرنا وتتشكل في كل مره بلون مختلف وترسم على أثرها ملامح جديدة مختلفة.
.     .     .

ما الاستخدام الذي تتطلبه منا الحياة أن نكون عليه؟ -أو بصيغة أخرى- ما الأدوار التي نلعبها في هذه الحياة؟
سنشاهدها الآن مع شخص واحد يؤديها جميعًا وبهذه الطريقة سنرى كيف للإنسان أن يكون متعدد الاستخدامات..

الاستخدام الأول لشخصية (الأم)
فهي شخصية معطاءة دون مقابل ومضحية وحنونة، غالبًا تقدم أطفالها على نفسها في كل شيء، كما أنها قد تكون شخصية جدية وحازمة بعض الأوقات حتى تستطيع تربية أطفالها. 

الاستخدام الثاني لشخصية (الأخت)
عفوية وطيبة مع أخواتها تشعر بأنها طفلة، تضحك كثيرًا وتقول أشياء سخيفة لا يفهمها إلا أخواتها، تهتم لهن كثيرًا وتشعر اتجاههن ببعض المسؤولية.

الاستخدام الثالث لشخصية (الصديقة)
فهي شخصية وفية وظريفة تحب الضحك واللهو مع صديقاتها، معهن تنسى نفسها ولا تفكر كثيرًا بالمسؤوليات أو أخذ الأمور بجدية. 

الاستخدام الرابع لشخصية (الموظفة)
شخصية جدية جدًا وعملية فوقت العمل للعمل، فهي مخلصة ودقيقة ومنجزة تقوم بعملها على أكمل وجه.
.     .     .

وقس عليها في استخدامات الشخصيات المختلفة في الحياة.

هذه الاستخدامات المتعددة قامت بها "إنسانة" واحدة، فهي في كل مرة تتحرر من دورها السابق وتقوم بالدور الذي يليه، هي ليست متناقضة أو منعدمة الشخصية بل هي شخصية واعية وواثقة ففي كل دور تلعبه تؤديه على أكمل وجه حتى نصدق أن هذا الدور يليق بها فقط.

وهنا أعني في المقام الأول "الأدوار" وأن الشخص يختلف في كل دور يقوم به، شخصيته ومبادئه ثابتة لكن معايير بعض التصرفات وبعض الأفكار قد ترتفع في دور وتكون منخفضة أو معدومة في دور آخر، كما يؤثر عليها مع من يتعامل وما هو الموقف وأي دور يلعب! 

قد نرى أحيانًا أشخاص نلتقي بهم في العمل ونفكر كيف هم مع عائلاتهم وأصدقائهم. هل الاستخدام الأمثل لهم أن يكونوا عاملين؟ هل استخدامهم صالح لمدة طويلة أم محدودة؟ هل استخدامهم لا ينفع للعلاقات البشرية؟ 

الحياة واسعة وشاملة فهي في كل مره تأخذنا من استخدام -دور- وتضعنا في استخدام آخر ونحن بطبيعتنا سريعي التكيف مع متغيرات الحياة ومواقفها والأشخاص الذين تضعهم أمامنا.

هذا الاختلاف يبين ملامحنا ويبين أفكارنا واعتقاداتنا، هذا الاختلاف هو ما نحن عليه، هذا الاختلاف هو نحن في صورة واحدة ترسمها كل قطعة مختلفة عن القطعة الأخرى.

لذا يجب أن نكون سعداء لأن الحياة منتحتنا استخدامات متعددة وأننا نلعب أدوارًا رئيسية أو ثانوية لكل شخص تضعه الحياة أمامنا وكذلك يجب أن نكون فخورين لإتقاننا هذه الأدوار وقيامنا بها بالشكل الأمثل.
.     .     .


تسعدني تعليقاتكم ومشاركاتكم :)


تعليقات