اغمض عينيك وتخيل .. هل خيالنا واحد؟



((قبل البدء في القراءة كن متأنيًا ولا تنزل سريعًا، فتحت كل جزءٍ صورة لا أرغب في أن تراها إلا بعد إتمام قراءة مافوقها ثم تغمض عينيك وتتخيل))
.     .     .

دائمًا مانتخيل الأشياء ونجعلها كما نريد أو أحيانًا كما نحب، فخيالنا مساحة كبيرة خالية نحن فقط من يمكننا أن نتحكم بها، البعض لديه خيال محدود يستطيع التخيل لكن بصورة تقليدية دون أن يضيف لمساته الخاصة عليها، والبعض الآخر لديه خيال رحب يستطيع أن يتخيل مايوده وإن كان حقيقةً لا يصلح فمثلًا يمكنه أن يتخيل البحر مكان السماء وكيف سنعيش وماذا سيكون شكل الحياة، وهناك آخرون يتخيلون بإبداع فيصنعون بخيالهم كل مايمكّنهم للعيش أفضل والاستفادة من الاشياء بشكل مختلف.

خيالنا مساحة خصبة وحرة؛ يمكننا أن نتخيل كل شيء: كصورة شخص لا نعرفه وسيكون بيننا لقاء، وصوت حيوان لم نسمعه من قبل، كذلك يمكننا أن نتخيل الروائح؛ كرائحة الليمون مع العنبر كيف ستبدو! ويمكن أن نتخيل الكثير والكثير، المحسوس واللامحسوس، والواقعي واللاوقعي، والمألوف وغير المألوف.
.     .     .

فلنجرب هُنا خيالنا هل هو واحد!

فلنتخيل سماءٌ بغيوم

.
.
.
.


كان الخيال هنا مفتوحًا فلم نحدده بصفة أو شكل أو لون.
.     .     .


فلنتخيل أشجار؛ أشجار زرقاء

.
.
.
.


هنا جمعينا في خياله رسم أشجار بأشكالٍ مختلفة لكن جميعنا لوّناها بالازرق.
.     .     .


ولنتخيل الآن: كوب قهوة أبيض زخرفته بسيطة بشكل بيضاوي قائم، وسحابة فوقه تمطره برشات سكر غزيرة

.
.
.
.


هنا اتفق خيالنا على رسم الصورة العامة للكوب ما لونه وكيف شكل زخرفته، وأن السكر حباتٌ ماطرة تنزل عليه من سحابة، لكن بعض التفاصيل تختلف كحجم الكوب ودرجة بياضه، وشكل السحابة وحجمها.
.     .     .

أخيرًا أكاد أجزم أن الصور لا تنطبق على ما رسمناه في خيالنا، وأن الوصف ساعدنا في تحديد الرسمة لكنه لم يتمكن إطلاقًا من الرسم كما ترسم ريشة خيالنا.

دائمًا خيالنا مميز لا يشبهه أحد ولا يستطيع أي وصفٍ أن يرسمه كما نفعل؛ لذلك دائمًا أسعى أن تنفرد بخيالك بعيدًا كل البعد عن مايحده ويرسم له الخطوط.

تخيل كما شئت بالوقت الذي تشاء بالصورة التي تحب، فخيالك هو مساحتك الخاصة.

تعليقات