2019 متى نستمتع؟


في بداية العام الجديد أجد الكثير يُحضر لقائمة أهدافه ويُعد خطة لطموحاته بكل حماس، وهناك من ينتظر اللحظات الفارقة بفارغ الصبر كتخرج وزواج وانتظار مولود. فالإعداد للحظات على قدم وساق، لكن أين استمتاعنا وهدوءنا من بين كل هذا الضجيج؟

بين تلك المشاهد أقف أتأمل حال الجميع وحالي، جميعنا نسعى لتحقيق أهدافنا ونركض وراء أحلامنا. منا من حقق جزء من أهدافه ومنا من قام بتصفية قائمته ليضع أهداف جديدة وهذا جيد بكل تأكيد، لكن هناك من يركض وراء سراب كل ما اقترب منه ازداد بعدًا.

لكن ما يثير فضولي أن الجميع يحدد أهدافه بسعادة وحماس ثم يشكو: الطالب يشكو من الدراسة والأزواج من المسؤولية والموظف من عمله والأب من عبء المصاريف والأم من شقاوة الأطفال وترتيب المنزل والباحث عن العمل من فراغه...

جميعنا نريد العلم والعمل والمال والبنون والأزواج، وجميعنا يشكي في رحلة الوصول إليها وأثناء الحصول عليها. متغافلين أن هذه اللحظات هي جوهر الهدف وثمرة الجهد والتعب وأن الاستمتاع بها أهم من حدوثها وتحقيقها.
 .     .     .

أثار الموضوع مشاهدتي الحلقة الأولى من برنامج TIDYING UP with Marie Kondo على Netflix
فالزوجين محبين ولديهم طفلان مهذبان وبيت جميل، حياتهم تبدو سعيدة لكنهم لم يكونوا سعداء؛ بسبب الضغوط التي تواجههم جراء تربية الأطفال وترتيب المنزل. يقول الزوج وهو يشكو بصوت مسموع أن صدى شكواه سخيف لكنه يثير غضبه وتوتره وأن علاقته بزوجته كالموج يأخذه بعيدًا عنها وعن أطفاله أحيانًا. وبمساعدة خبيرة الترتيب "ماري كوندو" استطاع الزوجان الحصول على الراحة والبهجة والهدوء. أول عامل قامت به الخبيرة شكر المنزل الذي احتواهم مما أثار عاطفة الأم -ولعلها أدركت أنها في نعمة كبيرة كانت تجهلها-.

قد تكون قصتنا مشابهة لقصة الزوجين نملك ما أردنا امتلاكه لكننا لم نسعد بعد. لماذا؟
كل شيء في حياتنا يستحق الشكر والامتنان حتى تلك اللحظات الصعبة والقاسية، ولنضع نصب أعيننا أن الطريق شاق على قدر طموحنا وأحلامنا، وأن هذه اللحظات مؤقتة وإن طالت. فالدراسة كلها سنوات معدودة وتنتهي، والأطفال كذلك لشقاوتهم وتعبهم عمر ثم ينقضي، وكل ذلك التعب والسهر له مدته وسيزول. ولنركز في طريقة تعاملنا مع الظروف والتحديات وكيفية الاستمتاع بكل لحظة تمر علينا أثناء طريقنا لتحقيق الهدف وتذكر أن بعض الأهداف بوابة لأهداف أعظم وتمهيد لطريق أطول فلتكن مستعد ومستمتع، ونختمها بقول كاظم الساهر:
(اللي يريد الحلو يصبر على مره)

تعليقات